Powered By Blogger

Monday, November 29, 2010

Meraj ud din nadvi: القصة العربية وتطورها

Meraj ud din nadvi: القصة العربية وتطورها

القصة العربية وتطورها(الرواية والأقصوصة والمسرحية

القصة العربية وتطورها:       
معراج الدين الندوي 
القصة لون من ألوان التعبير الأدبي تمتاز بالطابع الإنساني والحلة الجمالية الأنيقة تعتمد على الوصف والسرد والحوار.قال الدكتور عمر سليمان الأشقر في تعريف القصة بأنها: "فنّ حكاية الحوادث والأعمال بأسلوب لغوي ينتهي إلى غرض مقصودقال الدكتور محمد بن سعد: "القصة: هي عمل أدبيّ يقوم به فرد واحد ويتناول فيها جانباً من جوانب الحياة. 
وبعد التعريف بالقصة الوجيز نجد الشواهد والمصادركلها تشير إشارة واضحة إلي أن العرب منذ العصر الجاهلي کانوا يعرفون القصة لأنها كانت بابا كبيرا من أبواب أدبهم و يعرفون منها ألوانا وفنونا تدور حول الوقائع الحربیة، و الأساطیر القدیمة، وعند ما ظهر الاسلام ونزل القرآن الکریم جاء بأحسن القصص ثمّ تکونت علی هامش القرآن وتفسیره، قصص وحکایات استمرت موضوعاتها وعناصرها من تعلیم الدین الجدید. فظهرت قصص الأنبیاء وقصص المعراج وسیر النبی،قال سبحانه وتعالي "فاقصُصِ القصَصَ لَعَلهَّم یَتَفَکّرَون". جعل العرب يعرفون الشكل الفني المتكامل للقصة بعد ظهور الاسلام  .
وعندما نصل إلی العصر الأموي نری القصّة ظفرت بعنایة کبیرة حیث صارت مهنة رسمیة یشتغل بها رجال یسألون علیها الأجر وهذا ما دفع الرواة علی الخروج إلی البارئة لتألیف الروایات وجمع الأخبار و الأساطیر كقصّة عنترة وعبلة،وقصة لیلی ومجنون،وقصة جمیل وبثینة وقصة کثّیر وعزة وغیرهم.
وقد تطورت القّصة العربية في العهد العباسی، إذ بدأت طائفة من الکتاب ینقلون القصص الأعجمیة إلی العربیة حیث بلغت حوالی ستین ترجمة ومن أشهرها "کلیلة ودمنة" لعبد الله بن المقفع حیث فتح باباً جدیداً في الأدب القصصي العربي، وصار نموذجاً مثالیاً سارعلی منواله کثیر من الکتاب المتاخرین الذین صاغوا أفکارهم الفلسفیة علی لسان الحیوانات. ومن القصص الأخری الهامة قصة "الف لیلة ولیلة".
ومن القصص العربية التي صاغها العرب أنفسهم هي «البخلاء»، وقد صوّر فیها أخلاق فئات من الناس، وهم البخلاء ثمّ رسالة «التوابع والزوابع» لإبن شهید الأندلسی وهي قصّة خیالیة موضوعها لقاءات مع الشیاطین الشعراء، ثم رسالة الغفران لأبی العلاء المعري، وهي قصة خیالیة موضوعها سفر خیالي إلی الجنة والجحیم، لقي فیه المعري شعراء الجنة والجحیم، وانتقد من خلاله الشعر في العصر الجاهلی والإسلامّي. وقد تمیّزت هذه الرسالة بخیال خصب . وأما المقامات فهي أقرب الأنواع القصصیة في الأدب العربی إلی القصّة الفّنیة الجدیدة. وإضافة إلی هذه الأعمال القصصّیة نری القصّة واصلت سیرها في تضخم وکثرة، ودخلت فیها الرحلات «رحلة ابن جبیر وابن بطوطة».  
ویمکن أن نقول بأن القصة العربیة نشأت وتطورت تحت ظروف وعوامل حسب المعتقدات والأساطیر وأن الادب العربي القدیم بما فیه تراث قصصي عظیم من القصص القرآنیة، قصص الأنبیاء وسیر النبی، والمقامات والرحلات والقصص الخیالیة والتراجم . والملاحظ أن كثيراً من الباحثين والنقاد يجمعون على أن فن القصة بمفهومه الحديث هو فن أوروبي المولد والنشأة ، ثم وفد الى الأدب العربي في أوائل القرن العشرين بعد ازدهاره في موطنه الأصلي ،وهذا رأي بحاجة الى إعادة نظر لوضع الأمور في مكانها الصحيح .
وينقسم الفن القصصي من حيث طوله وقصره وقالبه ومظهره إلى أربعة أنواع وهي :الأقصوصة والقصّة والرواية والمسرحية.
الأقصوصة:    وهي التي تكتَب في صفحة أو صفحتين، ولا يسمَح ميدانها بتعدّد الأحداث والشخصيّات وهى نموذج حديث ومصغر من القصة ولا تزيد عن عدة صفحات اجمالا ونماذجها هي مانراه  منشوراً في المجلات والجرائد .  
القصّة:    وهي أطول من الأقصوصة، وتكتب من فصل واحد عادة.وهي تختلف عن الرواية في امور كثيرة تتناول حادثة واحدة من حوادث الحياة يكون بطلها واحدا او اثنين وزمنها قصير و تتحدث عن جزئية او حدث محدد زمانيا ومكانيا من حياة شخص او عدة اشخاص و تكتفي القصة بتكثيف فكرة واحدة و محددة في حدث او حادثة ما.

الرواية:      وهي التي تتعدّد فصولها، ويسمح ميدانها بتعدّد الأحداث والشخصيات أكثر من القصة ، تمتد الرواية لفترة طويلة من الزمن وقد تشمل حياة شخص او اشخاص باكملها  كما حدث مع الثلاثية لنجيب محفوظ وربما امتدت الى اكثر من جيل. وتحمل الرواية في طياتها مجمل الاحداث والتطورات والتغيرات التي تستجد خلال دورة حياتها. تتميز الرواية بانها اطول من القصة. ولذلك غالبا ما تعالج الرواية عدة مسائل و افكار لتكون منها حشدا من القرائن والاستشهادات والادلة التي يمكن ان تخدم الفكرة الاساسية للرواية.
            
 المسرحية :
   نص أدبي يأتي على هيئة حوار يصور به الكاتب قصة مأساوية أو هزلية ويقوم             الممثلون بتمثيل النص المسرحي بقاعة المسرح ضمن إطار فني ويدور بين شخصيات مختلفة وهي من أقدم الفنون الأدبية التي عرفتها الحضارة الإنسانية لكن إقبال العرب على المسرح لم  يتم إلا في العصر الحديث. فإنّه حديث النشأة في الأدب العربي ظهر على يد مارون النقاش 1847م بعد عودته من الغرب وقدم لأول مرة مسرحية "البخيل"